بعد أن نشر الطالب “يزيد متولي” خبر قبوله في احدى المنح على الفيسبوك، مُعلقًا ” أخيرًا حققت حلمي وسأذهب إلى جامعة أكسفورد لإستكمال دراساتي العليا”. فتأتيه التعليقات المُفعمة بالتشجيع والإشادة بجهده الدؤوب.
و يعلق أحد زملاؤه مُندبًا حظه الهباب” سينتهي بك المطاف ببلاد الغرب! ده لأن طول عمرك بعيد عن ربنا ” ولم تنتهي التعليقات المُفعمة بالطاقة الإيجابية الصادقة عند ذلك الحد. فعقب أستاذه بالجامعة الذي كان يلعن غبائه، مُبررًا بأن ذلك ما ينتج عن زواج الأقارب”تستحق ذلك ،بل وأكثر. فقد كنت أكثر تلاميذي نبوغًا وسعيًا للعلم ، بالتوفيق إن شاء الله”
ولكن كل هذا لم يهز شعرة من “يزيد”، حتى رن هاتفه الجوال ليجلجل صوت خالته حتى يصل للفضاء الخارجي: ” مبروك! بس مش من الواجب تقعد هنا مع أهلك أحسن من السفر والشحططة”، ثم استطردت قائلة دون أن تترك ل” يزيد” أي مساحة للتفكير:”شوف عدى أهو سنتين وأنا عمالة أطلب منك تجيب منحة لإبن خالتك وانت ولا سائل!“
فخيم الغيم الثقيل على مدى رؤويته، وفكر مليًا في تقصيره اتجاه ابن خالته . ” شهاب عبدالوهاب” الذي ألح مِرارًا، وتكرارًا على “يزيد” أن يأخذه في شنطة سفره المرة القادمة أو يعطيه قطعة من منحته، نظرًا لحالته المستعصية وشكوته المُتكررة في إنه لا يطيق البلد، ولا من يعيشون فيها، إلخ،…..
بعد محاولات مُستعصية لإنقاذ صلة الرحم، والحفاظ على سُمعته وسط الأصدقاء والمُقربين، استطاع أخيرًا أن يتواصل مع ابن خالته. الذي تمنع في بداية الأمر بقبول دعوته على المنحة، لأن الإهتمام مبيطلبش ولأنه كان في انتظار أن تأتي هذه العزومة من بداية الأمر دون أن يتعرض لأي نوع من إلحاح خالته أو أمه. ولكنه حلف وقال ل”شهاب”: طب والله ما هي راجعة. حلال عليك.
وحاول فعلًا “يزيد” التواصل مع الجامعة والمنحة لإقناعهم بأنه قرر أن يؤثر إبن خالته عن نفسه وسيعطيه المنحة، ولكنه لم يستقبل أي إيميلات أو ردود من الجامعة منذ ذلك الحين!!
ملاحظة : هذا المقال هو مقال ساخر و تم كتابته من وحي خيال الكاتب
كتابة : نورا تميم