ما هو الشغف وكيف تحدد شغفك في الحياة؟

تعليم أبريل. 2024

By Zainab Al Fazari

ربما سمعت كثيرًا عن الشغف وتحديد الشغف لكن هل تعلم حقًا هذا المفهوم وأهميته في حياتك؟

” من يشعر برغبة لا تُقاوم في الإنطلاق بقوة، لا يُمكنه أبداً أن يرضى بالزحف ” قالتها هيلين كيلر وهي التي أُصيبت بالحمى القرمزية في عمر التسعة عشر شهرًا فقط، إلا أن عدائية تلك الطفلة في سن السابعة، تحولت إلى عزيمة للنجاحات المتواصلة. هيلين والعشراتُ من هيلين كان زِمام تقدمهم في هذه الحياة مبنيًا على ذاك المدعو بالشغف (passion).

فما هو هذا الذي يُحرك الساكن من مكانه، ويجعلُ من المستحيل مُمكنًا، ويكادُ يكونُ معجزة الأرواح في تحقيق مُرادها وأهدافها، يتغنى بهِ الجميع أُسوةً بما امتهنتهُ ذواتهم عن طريقه. إنه الشغف (passion) الذي يُطوق العاطفة ويجتمع به جيش المشاعر إيمانًا بالقدرات والإمكانات.

اقرأ أيضا:  ما هي المهارات الناعمة (soft skills) والمهارات الصلبة (hard skills)، وأمثلة عليهما؟

مفهوم الشغف

الرغبة العارمة التي تدفعُك إلى القيام بأشياء مُلهمة ومُذهلة حيث تشعر أن عاطفتك هي المُحرك الأساسي للعمل فذلك يرمي إلى مبدأ الشغف (passion)، فهو الوقود الذي يُشعل دواخلك للمُضي قدمًا في تحقيق النجاحات والوصول إليها. 

يصف الكاتب مارك توين انعدام الشغف قائلًا: ” الأمر أشبه بأن ينتهي شغفك فجأة ، أن يتساوى بنظرك كل شيء، كل شيء دون استثناء، لن يصبح باستطاعتك سوى النوم ومراقبة ما يحدث دون ردة فعل تُذكر”، يمكنك تخيل شعور اللاشعور جراء انعدام الشغف، تُصبح مُمارساتك للأشياء بلا معنى حرفيًا، تمسكُ روايةً لقرائتها فتشعر أنك ليس بين طياتها بعدما كُنتَ نهِمًا في القراءة، تُمارس هوايةً مُفضلةً لديك فتشعر بانعدام رغبة المواصلة، أو تبذل من أجل مشروعٍ في عملك إلا أن فقدان الشغف (passion) يجعلك تؤدي العمل كالآلة دون روح.

اقرأ أيضاً: 5 نصائح لكتابة السيرة الذاتية بشكل رائع

كيف تكتشف ما أنت شغوف حياله 

قد لا تملكُ شغفًا وأنت تقرأ هذهِ المقالة الآن، أو بالأصح لم تكتشُفه بعد، فلا يوجد إنسان على هذه الأرض لا يملك بين جوانحِ روحه ما يقتاتُ عليهِ شغفًا. قد تكون رحلة اكتشاف الشغف طويلة نوعًا ما إلا أنها آتية لا محالة، والتجربة خيرُ برهان. حتى وإن نفذت كل تجاربك اتجاه الأشياء ولم تجد ما أنت شغوف حياله، لا تكن محبطًا، فإن إصرارك على اكتشاف شغفك قد يجعلك تبنيه من العدم، وهذا أسمى مراحل الشغف. وفي المقابل، قد تكون موهوبًا حيال كل شيء في العالم، إلا أن دافع العاطفة الشغف (passion) غير مُفعَل لدى روحك. التفكير بالخروج من منطقة الراحة تسبب خوف وقلق من القادم، لذا يستمر البعض في العيش بدائرته المغلقة دون التحرك لأجل التقدم.

إليك بعض النصائح التي قد تمكنك من اكتشاف شغفك:

1- جرّب فعل الأشياء التي كنت تستمتع بها أثناء طفولتك.

2- اكتشف ما الذي تقضي عليه ساعات طويلة تقرأ عنه ويُثير اهتمامك.

3- أحضر ورقة وقلمًا ودون كل ما ترى إمكانية فعله، دون أفكارك حتى ولو كانت عشوائية.

4- اسأل الآخرين عن مايرونه مميز بك وتستطيع اتقانه بكل حُب.

5- عندما تشك بمجال شغفك، ابحث عنه بعمق، لتقرر ما إذا كان فعلًا يستهويك أم لا.

6- مارس، مارس، مارس؛ الممارسة وفعل الاعتياد يؤديان إلى تطويرك وتعمقك في المجال الذي ترغب.

البذور إن لم تُسقى لن تؤتى غراسها، كذلك شغفك حول ما ترغب، لا يكفي كونك على علمٍ به دون ممارسة مستمرة.

اقرأ أيضاً: ما هو اختبار السات (SAT) و (ACT) وكيف نستعد لهما وأيهما أفضل؟

الإنتاجية، ولماذا علي أن أكون شغوفًا

إن حياتك عبارة عن سلسلة مترابطة، فلك أن تتخيل استيقاظك يوميًا في الصباح الباكر وأنت مُكره ومُرغم للذهاب لوظيفتك من أجل كسب المال دون أن تملك الشغف اتجاه ذلك. قد يكلفك الأمر عمرًا ضائعًا على أمر لا تحبه. في الجانب الآخر، لو كنت تستيقظ صباحًا لأنك تملك  الشغف (passion) اتجاه عملك، فالأمر سينعكس على روحك، ستزداد إنتاجيتك، ستستمتع بعملك حتى وإن كان مرهقًا.

الشغف (passion) يحرك بك الحس الإبداعي ويجعلك تنتهج كل جديد لتطوير عملك أو موهبتك. في الحقيقة قضاء الوقت على عمل يدر عليك المال فقط دون أن تربطك عاطفة شعورية الشغف (passion) سينقلب عليك الأمر صحيا وجسديًا على المدى البعيد.

جراء كونك شخص تمتلك الشغف (passion) ستسهل عليك الكثير من الأمور من بينها إدارة الوقت، فستقضي وقتًا أقل في إنجاز مهامك مقارنة بشخص لا يملك الشغف (passion). سيكون التركيز حاضرًا وبقوة أثناء عملك لأن ذلك ينبع من داخلك، كما سيكون نِتاج عملك ذا جودة عالية.

ستتجاوز العقبات والتحديات الأصعب وستتعامل معها بكل رحابة صدر وبحرفية أكثر نظير الشغف (passion). فلن تمنعك أي عقبة من التنحي جانبًا في تحقيق النجاحات بل ستتلذذ بالانتصارات وبالقيمة المضافة التي ستؤديها حيال كل عمل تقوم به.

إن مخالطة الناس الشغوفة، والتي تملك حماسة مُتقدة للعمل، يجعل العدوى تنتقل إليك، فالطاقة تنتقل، حتى وإن كانت شعور، فسيتحول اتجاه أفكارك للإيجابية والعمل الجاد،  يقول رالف والدو إمرسون “لا يمكن تحقيق أي شيء عظيم بدون شغف”  فإن كنتَ تسعى لأن تكون عظيمًا بعملك، أشعل شرارة الشغف بين حناياك، لتتمكن من جعل المستحيل مُمكنا. 

 اقرأ أيضاً: خطوة بخطوة لكتابة المقال الشخصي (personal statement)

Zainab Al Fazari

تصفح المقالات